top of page
بحث

دخول مجال الهندسة المعمارية: تحديات وفرص

يُعد دخول مجال الهندسة المعمارية تجربةً مثيرةً ومليئةً بالتحديات. بالنسبة للعديد من المعماريين الطموحين، قد يبدو الحصول على الفرصة الأولى وكأنه مهمة صعبة. بفضل أكثر من عقد من الخبرة في إدارة GA Design Group والعمل مع بعض أكبر شركات التطوير في الشرق الأوسط وعلى المستوى العالمي – بما في ذلك PC Marine، Jacobs، ومشاريع مثل "ذا لاين" وتطوير كورنيش الواجهة البحرية – اكتسب طارق عطار رؤى قيّمة حول كيفية اختراق هذا المجال والنجاح فيه.

واستنادًا إلى رحلته، يشارك عطار استراتيجيات رئيسية لمساعدة المعماريين الناشئين على تأمين أول وظيفة لهم ووضع أساس متين للنجاح على المدى الطويل.


بناء محفظة أعمال تحكي قصة

يرى عطار أن المحفظة القوية هي أهم أصول المعماري الشاب. ويقول: "الشركات لا تريد فقط رؤية المهارات التقنية؛ بل ترغب في فهم تفكير المعماري في التصميم وكيفية تعامله مع حل المشكلات." لذا، يجب أن تسلط المحفظة الضوء على المشاريع، ولكن الأهم أن تُبرز عملية التفكير وراءها – من خلال الرسومات الأولية، وتطوير المفاهيم، والعروض النهائية لإظهار مدى العمق الإبداعي للمعماري.


تطوير المهارات التقنية والرقمية

بينما يُعد الإبداع عنصرًا أساسيًا، فإن الإلمام بالبرامج والتقنيات الحديثة يمكن أن يكون عاملًا فارقًا في التوظيف. يوضح عطار أن الشركات اليوم تتوقع من الخريجين الجدد أن يكونوا متمكنين من أدوات مثل Revit، Rhino، AutoCAD، وبرامج التصوير البصري مثل Lumion أو Twinmotion. إتقان هذه البرامج يمنح المرشحين ميزة تنافسية، مما يجعلهم أكثر قدرة على التكيف والاستعداد للمساهمة فورًا في العمل.


اكتساب الخبرة العملية من خلال التدريب

بعد أن بدأ عطار مسيرته المهنية في العمل على مشاريع ضخمة، يُدرك تمامًا أهمية الخبرة العملية المباشرة. ولهذا، ينصح المعماريين الشباب بالسعي للحصول على تدريبات – حتى لو كانت غير مدفوعة – لاكتساب خبرة حقيقية في المشاريع الواقعية. ويقول: "العمل في الموقع، والتعامل مع العملاء، والتعاون مع المهندسين يمنح الخريجين الجدد نوعًا من الفهم لا يمكن تعلمه في الفصول الدراسية."


بناء شبكة علاقات استراتيجية

غالبًا ما يعتمد النجاح في مجال الهندسة المعمارية على من تعرف بقدر ما يعتمد على ما تعرفه. يؤكد عطار على أهمية حضور الفعاليات الصناعية، والانضمام إلى المنظمات المهنية، والاستفادة من منصات مثل LinkedIn لفتح الأبواب أمام الفرص الجديدة. كما أن التفاعل مع الموجهين ومديري الشركات والزملاء المعماريين يمكن أن يؤدي إلى توصيات مهنية ومعرفة داخلية حول الوظائف الشاغرة.


المرونة في اختيار الأدوار والتخصصات

يشدد عطار على أن المعماريين الشباب يجب أن يكونوا مرنين في بداية مسيرتهم المهنية. ويقول: "لن تكون أول وظيفة دائمًا في الشركة المثالية أو المشروع الحلم، لكن كل تجربة تضيف مهارات قيّمة." سواء كان ذلك في شركة صغيرة، أو العمل على رسم التصاميم التقنية، أو المساعدة في إدارة المشاريع، فإن كل دور يساهم في بناء الخبرة وتوسيع شبكة العلاقات المهنية.


التوازن بين العمل الوظيفي وريادة الأعمال

من أقوى قناعات عطار أن على كل معماري أن يسعى في النهاية لإنشاء مكتبه الخاص، حتى أثناء العمل في وظيفة بدوام كامل. فهو يرى أن ريادة الأعمال هي المسار الأكثر تحديًا ولكنه الأكثر مكافأة في الهندسة المعمارية.


ويقول: "الوظائف في الشركات توفر الاستقرار والتعرض لمشاريع ضخمة، ولكن النجاح الحقيقي في الهندسة المعمارية يأتي من القدرة على بناء رؤيتك الخاصة." ورغم أن إنشاء مكتب معماري ليس بالأمر السهل، إلا أن عطار يؤمن بأنه يمنح المعماريين فرصة لتعلم مهارات إدارة الأعمال، والتعامل مع العملاء، وإدارة الشؤون المالية – وهي مهارات تجعلهم أكثر احترافية حتى في بيئات العمل المؤسسية.


تجربته الخاصة مع GA Design Group دليل على أن هذا النهج المزدوج ممكن، بل ويمكن أن يكون محفزًا للنجاح على المدى الطويل.


فهم الجانب التجاري للهندسة المعمارية

باعتباره مؤسس GA Design Group وقائدًا لعدة مشاريع تطويرية كبرى، يُدرك عطار أن النجاح في الهندسة المعمارية لا يقتصر فقط على التصميم، بل يشمل أيضًا فهم احتياجات العملاء، وإدارة الميزانيات، والإلمام بعمليات البناء. لذلك، يشجع الخريجين الجدد على التعرف على العقود الهندسية، والجداول الزمنية للمشاريع، والجوانب المالية للتميز في سوق العمل التنافسي.


التحلي بالصبر والتعلم المستمر

يُذكّر عطار المعماريين الطموحين أن المثابرة هي مفتاح النجاح. ويقول: "كل معماري يواجه الرفض، والمواعيد النهائية الصعبة، والتحديات المعقدة – هذه طبيعة المهنة." لذا، فإن التعلم المستمر، سواء من خلال ورش العمل، أو الدورات التدريبية، أو استكمال الدراسات العليا، يساعد المهنيين الشباب على البقاء تنافسيين والتكيف مع تطورات المجال.


الخاتمة

يتطلب الحصول على أول وظيفة في الهندسة المعمارية أكثر من مجرد الموهبة – بل يتطلب مزيجًا من المهارات، والاستراتيجية، والمثابرة. وبناءً على خبرته في إدارة GA Design Group والعمل في مشاريع عالمية كبرى، يشجع طارق عطار المعماريين الشباب على التركيز على تطوير محافظهم، وتوسيع خبراتهم التقنية، وبناء شبكات علاقات قوية، والتحلي بالمثابرة.


ولكن الأهم من ذلك، يدعو عطار إلى تبني عقلية طويلة المدى – عقلية تحقق التوازن بين العمل في الشركات والاستقلالية المهنية. ورغم أن إنشاء مكتب معماري إلى جانب وظيفة بدوام كامل يُعد مهمة شاقة، إلا أنه يؤمن بأنه المسار الأكثر مكافأة للنجاح في الهندسة المعمارية. فبالنسبة لمن يجرؤون على خوض هذا التحدي، المكافأة هي القدرة على تشكيل إرثهم الخاص في المجال.


لمزيد من الأفكار حول الهندسة المعمارية والتصميم، تابعوا مدونة GA Design Group للبقاء على اطلاع بآخر التوجهات والنصائح المهنية.

 
 
 

Comments


bottom of page